سمكة الصار

      

سمكة الصار

بسم الله الرحمن الرحيم 

سمكة الصار من بين الأسماك الأكثر مواجهة مع الصياد، لكثرتها من جهة و لتعدد أنواعها من جهة أخرى، لذلك إذا تحدثنا عن طريقة صيدها فإننا سوف نتحدث عن عدة طرق وليست طريقة واحدة فقط، لأن هذا النوع من السمك إكتسب من الخبرة مايجعل صيده جد معقد خاصة كبيرة الأحجام منه.

إذا لاحظتم في مقدمتنا أننا لن نتكلم على سمكة الصار بالطريقة الكلاسيكية، لأن العديد من الأبحاث خُصصت لها،وتكلم عنها العديد من الصيادين المحترفين، وإنما موضوعنا سوف يكون على التقنية الغعالة لصيدها، لذلك سوف نذكر عدة نقاط يجب على كل صياد أن يأخذها بمحمل الجد:

- سمكة الصار تتشابه مع سمكة الدوراد في نوع الطعام الذي تحبه، لذلك إذا كنت في مكان يحتوي على قنافد البحر، وعلى بلح البحر، فإنك في المكان المناسب لمواجهتها.

- إذا كنت في مكان يشبه المكان السالف ذكره ولم تصادفك سمكة صار، فاعلم أخي أنك لن تصادفها تسبح أمامك إلا في حالات جد ضئيلة، وأخص بكلامي سمكة الصار ذات الحجم الكبير بين 800 غ و 1.5 كلغ، لأنه لبلوغ هذا الحجم يجب أن تكون محنكة ولديها من الخبرة مايجعلها تتفادى الصياد بكل سهولة.

- وبالتالي إذا كنت في مكان يتوفر على أنواع المأكولات التي ذكرناها قبل قليل، ولم تصادفك واحدة، فغالبا ما تكون في الجحور المتواجدة في ذلك المحيط لأن طبيعة هذه السمكة هي سمكة الشواطىء بحيث أنها تقضي معظم أوقاتها في هذه الأماكن.

كما أنها لا تبتعد عن المكان الذي يعتبر بالنسبة إليها مصدر الغذاء، لذلك أخي الصياد وقبل التوجه إلى الجحور والثقب للبحث عنها، جرب عملية الترصد مع إصدار نداء، بضرب مقبض البندقية في الصخور، ولا أنصحك باستعمال صوت الحنجرة، لأنني وكما قلت سابقا فإن أسماك الصار الكبيرة لها من الخبرة مايكفيها لتهرب من المحيط بمجرد سماعها لصوت الحنجرة، فهذا الأخير أصبحت تعتبره كتحذير وإشارة على الخطر، وليس نداء للإقتراب.

بعد إختيار المكان المناسب للترصد وبعد إصدار النداء، يجب عليك أن تكون في وضعية تخفي ممتازة، بعد مرور 30 ثانية سوف تبدأ الأسماك الصغيرة بالإلتفاف حولك، وبعد 45 ثانية سوف تبدأ الأسماك كبيرة الحجم بالظهور، لكن في مسافات بعيدة بحيث لايمكنك التصويب، عندما تبدأ في الظهور حافظ على هدوئك، لأنها وبحكم تجربتي الخاصة سوف تبدأ في الاقتراب في حدود الدقيقة من بداية الترصد، ففي هذه المرحلة سوف تلاحظ أن السمكة الصغيرة في المجموعة، هي التي تبادر في الاقتراب وتليها مباشرة الأسماك كبيرة الحجم.

كأنما الأسماك الكبيرة تجازف بتقديم أضعف سمكة في الحلقة من أجل معرفة نوع الزائر،  فإذا كان صياد فإنها تنجو، وتُضحي بالسمكة الصغيرة في المجموعة وإن كان غير ذلك، فإنها تقترب مباشرة بعدها من أجل فرض السيطرة على ذلك المحيط.
إذا استطعت أخي الصياد أن تصل إلى هذه المرحلة فإنك بنسبة كبيرة سوف تضع السمكة في ماسك السمك.

كقاعدة عامة: 
هنالك عنصرين أساسيين يتحكمان في تصرف الأسماك بصفة عامة؛  واحد يمنعك من الاصطياد والثاني يجعلك تصطاد.

الأول: 
خوف الأسماك: في هذه الحالة لا تحاول الإطلاق لأنك لن تصيب ولا سمكة إلا في حالة المباغتة، لكن حاول أن تغير خوفها وتجعله  يتحول إلي فضول،  فإن إستطعت القيام بذلك فإنك سوف تغنم بصيد وفير بإذن الله.

الثاني:
فضول الأسماك: في هذه الحالة ركز جيدا لأن الأسماك سوف تقترب منك حد مسافة الإطلاق، بحيث يمكنك تصويب السهم نحوها.

- غالبا في عملية الترصد في هذه الأماكن لايمكنك إعادة الكرة مرة الأخرى لأن السمك لن يخرج كما فعل في أول مرة،  لكن الفائدة من هذه العملية في أول الأمر،  هو تحديد أماكن إختبائها ما يسهل عليك عملية تتبعها، وصيدها فيما بعد.

الآن وعند بحثك في الجحور لاتحاول أن تنزل إلى القاع ومباشرة الجحور وجها لوجه، لأنك لن تجد أية سمكة، إذن حاول أن تباشر الجحر أفقيا،  بمعنى أن يكون رأسك للأسفل وجسمك للأعلى والمسدس أمامك،  بحيث أنك تكون مهيأ للإطلاق.

عند وصولك للجحر حاول أن تكون ساكن وركز بنظرك دون إستعمال المصباح، لأنه يُربك الأسماك إذا كانت في الداخل، بعد مرور ثانيتين سوف يتأقلم نظرك مع الظلام ويمكنك رؤية تحركات الأسماك داخل الجحر، كما يمكنك أن تلاحظ أنها لم تفر، في هذه المرحلة وجه المسدس وأطلق، وحاول أن تخرج السهم بأسرع وقت ممكن،  لكي لا يفر باقي السمك، هذا في حالة ما إن تواجد أكثر من سمكة في الجحر.

وأنا شخصيا ما لاحظته أن هذه الحالة لا تحدث إلا نادرا خاصة وأن شواطئنا أصبحت جد شحيحة في الأسماك.

- أيضا أخي الصياد ما سوف تلاحظه في صيد سمكة الصار في الجحور هو تموضعها الصعب بحيث تجعل من الطلقة جد معقدة،  فنجدها تتوجه برأسها إلى داخل الجحر، وتحاول أن تكون في خط مستقيم بالنسبة للمسدس، في هذه الحالة لا توجه فيها المصباح مباشرة لكن وجهه في جهة من الجهات، لأنه يكفيك ظلها لكي تطلق، وفي نفس الوقت تجعلها تضن أنك لم تراها، بحيث أنها تلتف لكي تتأكد من ذاك، في هذه المرحلة أطلق السهم.

لصيد سمكة الصار في المياه المفتوحة على طريقة السقوط الحر فإنك ستواجه نفس التعقيدات،  لكن حاول أن توجهها إلى مكان مغلق بالصخور، إفتح يديك ومددهما خاصة اليد التي تحمل المسدس، وجهها دائما إلى الجهة التي تريد السمكة الفرار في جهتها، فهذه العملية تربك السمكة وتجعلها تحس بأنك محيط بها من كل الجوانب، بمجرد بلوغك نقطة الصفر فوقها مباشرة عليك بالنزول والتسديد مع محاولة التركيز، لأن الطلقة لن تكون في اصغر زاوية للسمكة،  فهي أصعب نقطة للاطلاق.

أما لصيد سمكة الصار على الطريقة الهندية، فإن أفضل مكان لتطبيقها فهو بين الصخور ذات الإسقاطات العمودية، بحيث أنك تستعملها للتخفي، ولمباغتة السمكة دون أن تراك، لأن سمكة الصار تحب الأكل في مثل هذه الأماكن، وغالبا يمكنك الاقتراب منها بسهولة لأن جل تركيزها على الأكل.

هذه بعض طرق صيد سمكة الصار وتبقى التجربة خير معلم.